قامت جامعة أنصار الله(الحوثيين) بمطالبة رئيس جمهورية روسيا "فلادمير بوتين " بتدخل في إنهاء الحرب الذي بدأت منذ اكثر من ثلاث سنوات من قبل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنخستها الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مساء أمس الخميس، أن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي أنشأه الحوثيون لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بعث رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت الوكالة أن المشاط عبر في رسالته "عن أمله في أن يكون لروسيا بحكم موقعها وتأثيرها الدولي، دور بارز في وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب اليمني، والعمل على إنجاز تسوية سياسية عادلة وشاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني وتضمن الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة برمتها"، حد وصفه.
وأفادت الوكالة أن الرسالة "استعرضت الأهداف الخبيثة من وراء هذا العدوان وسياسة نشر الفوضى في اليمن والمنطقة التي تنتهجها دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات من أجل إدخال اليمن في أتون حرب وصراعات داخلية، ومن ثم تفتيته وتقسيمه على أُسس طائفية ومذهبية".
ووفقاً للوكالة، ذكر المشاط في رسالته، أن كل ذلك يأتي "خدمةً للمشاريع الغربية والأمريكية تحديداً التي تهدف إلى إضعاف دول المنطقة وضرب وحدتها واستقرارها، حتى يتسنى لها التحكم في قرارها السياسي والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها، وتحويلها إلى دويلات صغيرة ومتناحرة تدور في الفلك الأمريكي والصهيوني وتنفذ أجندتهم الاستعمارية الجديدة في المنطقة".
وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
ومنذ منتصف يونيو الماضي، تصاعدت وتيرة المعارك بين قوات الحوثيين وقوات هادي مسنودة بالتحالف العربي التي تسعى لانتزاع السيطرة على ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجية غربي اليمن من أيدي الحوثيين الذين يسيطرون عليهما منذ أواخر 2014.
وقالت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين، إن رسالة رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى الرئيس الروسي، "تضمنت العديد من الجوانب التي تهم البلدين، خصوصاً ما يتعلق بتطورات العدوان على اليمن، والتصعيد العسكري من قبل دول تحالف العدوان في الساحل الغربي متجاهلة كل دعوات وجهود السلام المبذولة من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لهذا العدوان الغاشم منذُ ما يزيد عن الثلاث السنوات".
وأضاف المشاط في رسالته: "إن معركة الساحل الغربي التي تقودها الإمارات للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة ما هي إلا جزء من المؤامرة التي تُحاك لليمن ولدول المنطقة، لإحكام السيطرة على الجزر والمنافذ والممرات البحرية الحيوية في العالم وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أمريكية بامتياز يمكن من خلالها التحكم في جزء من حركة التجارة العالمية وخطوط نقل الطاقة".
وذكر المشاط في رسالته إلى بوتين: "هذا العدوان ترافق مع حصار بري وبحري وجوي خانق على الشعب، وارتكاب أبشع الجرائم الوحشية والبربرية بحق الأبرياء وقتل للمدنيين من أطفال وشيوخ ونساء ورجال، ناهيك عن استهداف مقدرات البلاد وتدمير بناه التحتية ومعالمه الأثرية، وكل ذلك حدث ويحدث تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون أي رادع أو اعتراض إنساني أو أخلاقي من الأسرة الدولية والأمم المتحدة".
في المقابل لم يصدر عن الكرملين أي تعليق رسمي على رسالة المشاط الذي يُعد أحد أصهار زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، عبدالملك الحوثي.
وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 الف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص.
وتحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة، فيما يؤكد برنامج الأغذية العالمي أن عدد المحتاجين لمساعدات عاجلة ارتفع إلى 22 مليونا العام الماضي 2017، أي أكثر من ثلثي سكان البلاد بالمقارنة مع 17 مليونا عام 2016.