و بحسب صحيفة "عكاظ " طالبت المحامية والمستشارة القانونية تهاني الشريف باستدعاء كل المشاركين في الجريمة أو شرعوا فيها أو صمتوا عنها في عمارة العزاب، التي أطلق عليها سكانها "العزبة" .
وعزت الشريف مطلبها لوضع كل جوانب الجريمة أمام جهات التحقيق ومحاسبة مرتكبي الجريمة والمتسببين فيها والمتسترين عليها وعدم التماس الأعذار لهم حفاظا على الأعراض. مؤكدة توافر أركان الجريمة في جانبيها المادي والمعنوي، بانتهاك العرض وفعل الفاحشة وتوفر النية والقصد الجنائي مع سبق الإصرار والترصد وتعمد الفعل المحرم.
وتابعت المحامية الشريف أن الجريمة تستوجب العقوبة وتغليظها كون المجني عليها فتاة قاصرة لم تبلغ سن التميز والإدراك ولا زالت طالبة، إذ عمد المتهم الأول إلى فعل مشين باختطافها والاعتداء عليها وانتهاك عرضها ثم سعيه إلى الإفساد بإلقائها للتهلكة المحققة، وقيام شريكه الثاني بتكرار فعل الفاحشة بها وإفساد حياتها ومستقبلها.
كشفت جريمة الاعتداء على طالبة المتوسطة في الكندرة فواصل من الاختلالات بالحي الشعبي.
ونجحت «عكاظ» في الدخول إلى المبنى الذي شهد واقعة الاعتداء ولقاء عدد من العمال اليمنيين الذين اتخذوا من البناية المكونة من طابقين وملحق علوي سكنا لهم. وتبين أن أغلبهم يعملون في نشاط البيع الجائل وحرف السباكة وأعمال البناء وغيرها.
وكانت الفتاة القاصر (13 عاما) التي تعرضت لاعتداء من مواطن وصديقه اليمني قد أحيلت إلى دار الملاحظة الاجتماعية بعد إفادتها عن تعرضها إلى تعنيف.
70 عازبا
وكر الاعتداء، كما رصدته «عكاظ» ملحق في المبنى الذي يسكن فيه نحو 70 عازبا يمنيا حصل أغلبهم على «تصحيح أوضاع» في الفترة السابقة. أما الغرفة التي حدثت فيها جريمة الاعتداء فقد ظلت مغلقة بقفل حديدي، يجلس قريبا من مدخلها عامل يدعى «زين» أفاد «عكاظ» أنه اختار السكن في البناية قبل نحو ثلاثة أشهر، وشاهد الطالبة لحظة قدومها مع اليمني.
100 ريال
أما العامل الثاني «عبده» الذي يقطن في غرفة مجاورة لغرفة الاعتداء، فقال إنه يعمل في بيع الخضار والفواكه ولا علم له بما حدث، غير أنه شاهد فتاة صغيرة بصحبة شخص يمني اسمه عبدالجبار.
أما قاسم أحد عزاب عمارة الكندرة، فأوضح أن كل سكان المبنى من العزاب وكلهم من الجنسية اليمنية، ويطلقون على المكان «العزبة»، وهي مقسمة إلى غرف، أجرة الفرد الواحد 100 ريال شهريا، وتتسع لأكثر من سبعة أشخاص.
شاهد عيان
يذكر أن السلطات الأمنية في جدة توصلت إلى المواطن المعتدي وشريكه اليمني بعد أن نجح مواطن في الإبلاغ عن تفاصيل الواقعة وتحرير الفتاة من قبضة آخرين حاولوا الاعتداء عليها بعدما تركها المعتدي الثاني في أحد شوارع الكندرة. وبحسب شاهد عيان تحدث لـ «عكاظ» في وقت سابق فإنه نجح في تحرير الطالبة من خمسة أشخاص حاولوا اصطحابها عنوة، وسجل المتهمان اعترافات رسمية وأحيلا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وفي تطور لاحق استدعت دائرة العرض في هيئة التحقيق والادعاء العام زوج شقيقة الطالبة لسماع أقواله بعد أن زعمت الفتاة تعرضها لتعنيف. وطبقا لمعلومات حصلت عليها «عكاظ» فإن المعتدى عليها تعيش مع أمها المنفصلة عن والدها في أحد الأربطة في جدة.